إشراقة
وَ أَمَّا مَـا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ
يحار كلُّ مسلم مُثَقَّف، ولاسيّما المُثقَّف المُهْتَمّ بالدين والدعوة، والتعليم الإسلامي والتوعية الدينية، ومعاهدهما ومراكزهما، في شأن الشعبية الفريدة والمحبوبية الفقيدة النظير، اللتين تحظى بهما الجامعة الإسلامية الأهلية الكبرى العريقة في الهند المعروفة بـ«دارالعلوم/ديوبند».. لماذا يُفْرِدها الشعب المسلم في شبه القارة الهنديّة خصوصًا، والشعوب المسلمة في خارجه عموماً، بالحبّ الصافي الخالص المتناهي، لماذا تُفَضِّلها على غيرها على الإطلاق، وتعدُّها هي وحدها رمزَ قوة المسلمين في هذه الديار في الدين والعقيدة، والسببَ لرئيسَ والسندَ الأقوى – بعد الله عز وجلّ – في بقاء المسلمين في هذه القارة، على هويتهم الدينية وشعائرهم الإسلاميّة، وفي التمسّك بالإسلام بنقائه وأصالته؟.
إنه
يبحث طويلاً عن السبب الأساسيّ وراء هذه الشعبيّة والمحبوبيّة والمكانة المرموقة التي
تحتلّها بين شقيقاتها جميعاً، ويذهب المذاهبَ كُلَّها؛ ليجد تفسيرًا وتعليلاً لذلك
مُقْنِعًا، ويُطِيل الدراسةَ ويُوَاصِلها ويتعمّق فيها، ليجد إجابةً شافيةً وافيةً
عن التساؤل الذي يختلح في قلبه ويتردّد في صدره: ما هو السِرُّ وراءَ المكانة
العليا التي هي نصيبُها وحدَها دون غيرها؟.
الزعماءُ
والساسةُ والقادةُ العاملون في مجال الخدمة الاجتماعية، المتحركون على صعيد الخدمة
الإنسانية، يعتمدون في كسب الشعبيّة على الدعاية المُكَثَّفَة، والحديث المتصل عن
الأعمال والإنجازات التي يقومون بها فعلاً - أو ينتحلونها دون أن يقوموا بها - عبر
وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، حتى يطبق صيتهم البلادَ، ويتسامع
بشهرتهم العبادُ، فيعودوا يظنّون أنهم أنفع الناس للناس، وأخدم العباد للعباد،
وأسهر أعضاء المجتمع على مصالح أعضائه، ولولاهم لما كان ما كان، ولما انتفع الخلق
بما ينتفع به من الوسائل والتسهيلات، والإمكانيات والمُعْطَيَات، التي يلمسها في
كل مكان ويستمتع بها في كل حال.
فهل
الجامعةُ اعتمدت في شعبيتها التي تحتلّها على الدعاية والإعلان و وسائل الإعلام والحديث
المتواصل فيها عن نفسها، حتى آمن الناسُ كلُّهم أنها أكبر وأنفع المدارس والجامعات
الأهليّة في هذه القارة خصوصًا وفي العالم عموماً؟.
لقد
شَهِد التاريخُ الإسلاميُّ المعاصرُ لهذه الجامعة المحبوبة أنها كانت – ولا تزل وستظل بإذن الله عزّ وجلّ – أزهد الجامعات والمدارس والمعاهد
والجمعيّات والمنظمات الإسلاميّة التي قامت في شبه القارة الهندية، في الحديث عما
قامت به طوالَ قرن ونصف قرن من الزمان من الأعمال التي سَجَّلَها التاريخُ بحروف
عريضة من الذهب. إنّها شُغِلَت بالأعمال عن الحديث عنها والدعاية بها. إنّها عكفت
على الأعمال والإنجازات، وتركتها تتكلم عنها، وتتغنى بمجدها، وتُنْشِد مكانتَها،
وتُعْلِي كلمتَها، وتُشَهِّر عظمتَها، وتُحَبِّبها إلى الناس.
لو
عكفت هذه الجامعةُ على الدعاية بالذات، والحديث عن النفس، لكانت هي كغيرها في
المصير، ولكانت هي تافهةً تفاهتَها، ولكانت هي عاديّة كغيرها، ولما كان لها
المفعول الساحر العجيب الذي تتمتع به بفضل الله الذي أخلصت له، واحتسبتِ الأجرَ
عليه.
إنّ الفرق بينها وبين غيرها هو الفرق في
الهدف والمصير: إنّها أُسِّسَت لله، وابتغاءِ وجهه، والحفاظِ على دينه، والإبقاءِ
على رسالته، والحيلولةِ دون إطفاء نوره في هذه الأرض التي ظلّت أرضَ الإسلام نحو
ألف سنة، عن طريق نشر علوم الكتاب والسنة، وتخريج علماء ودعاة يواجهون المحاولات
المبذولة من قبل الاستعمار القوي بالسلطة والسيادة والجيش وإمكانيات الدولة،
ويعترضون سبيلَ كل من الغالين والمنتحلين والجاهلين والمتخرصين؛ فما تَبَنَّتْ
ادِّعاءً، ولا قولاً عريضاً، ولا دعايةً فارغةً؛ لأنها لم تحتضن هدفاً ماديًّا،
ولا غرضاً دنيويًّا، ولا مصلحة رخيصة يُتَوَخَّى من ورائها غيرُ رضا الله تعالى.
وإنما انطلقت من هدف الحفاظ على الدين وكيان المسلمين في هذه الديار التي ظلّت
ديارَ الإسلام قروناً طويلة. وكان بُنَاتُها والقائمون عليها يخافون أنهم قد
لاينجحون في تحقيق ما يرصدونه، من الهدف السامي النبيل، لقلة الوسائل، وشحّ
الإمكانيّات، وهَوَاجِس الخوف من بطش الحكومة الاستعمارية البريطانية، التي كانت
قد سلبتِ المسلمين الحكمَ والسلطةَ في هذه البلاد؛ حيث كانت هناك مخافة واقعيّة من
انقضاضها على هذه الثكنة الإسلاميّة: «المدرسة الإسلامية العربية» التي عُرِفَت في
الدنيا كلها بـ«دارالعلوم/ ديوبند» لأن مؤسسيها كانوا قد واجهوا حكومةَ الاستعمار
في معركة «شاملي» إحدى القرى الجامعة القريبة من «ديوبند» بالسيوف والسنان، وكانوا
مطلوبين من قِبَل الحكومة الاستعمارية، وكانت الشرطة ورجال البوليس يتحسّسهم في كل
مكان، وكان الاستعمار يدرك على نفسه مدى خطورة هذه الثكنة: المدرسة إذا نجحت في
مهمتها، وحَقَّقَت الهدفَ الشاملَ الذي أُسِّسَت من أجله.
فبدأت الجامعة مشوارَها ببساطة، تتبنى هدفاً
ربَّانيًّا واحدًا: هدفَ الحفاظ على الدين الذي كانت له السيادة المطلقة على هذه
الأرض نحو ألف سنة. وذلك عن طريق نشر الدين الصحيح، ونشر علومه، وتبليغ دعوته،
ودحض كل محاولة مبذولة من أجل إسقاطها، فلم تَتَبَنَّ دعايةً ولم تستند إلى إعلانٍ
عن الخطة التي كانت بَيَّتَتْها، ولم تُطْلِق أقاويلَ عريضةً أو دعاويَ فارغةً
بأنها ستصنع كذا، وستفعل كذا، وأنها ستُغَيِّر الحوَّ، أو ستقلب الأرضَ،
أوستُسْقِط السماءَ، أوستُحْدِث خطباً كبيرًا بساحة الأرض لم يكن للإنسان عهد به
قطّ!. كما صنعت مُعْظَمُ المدارس والجامعات التي قامت بعدها – بعد دارالعلوم/ ديوبند –
؛ حيث نهضت منذ أول يوم تُطْلِق دعاوي كبيرة، وخططاً عظيمةً، وتتحدث عن نفسها
بألفاظ جذابة، وأساليب شائقة، وتعلن عن مكاسبها وإنجازاتها الخياليّة في مهدها،
ومستهلّ رحلتها، التي قد تنجح وقد تفشل؛ فلم تتمكن أن تصنع شيئًا يدعو التاريخَ
ليُسَجِّله، فعكفت على مجرد الإعلان والدعاية عن طريق النشرات والكتيبات، و وسائل
الإعلام الكثيرة، وصنعت كلَّ شيء إلاّ كسب رضا الله وخدمة دينه وخدمة علومه.
من ثم ربما كان أن شهَّرت غيرُها – غير دارالعلوم/ ديوبند –
نفسَها كثيراً، حتى كان أن عَلِمَ بها المجتمع الإسلاميّ في خارج الهند أكثر من
العلم بهذه الجامعة: دارالعلوم/ ديوبند، وجمعت –
غيرُ دارالعلوم/ ديوبند – منه – من المجتمع الإسلاميّ خارج شبه القارة الهندية – من الدعم الماديّ وأنواع الإمكانيات الماديّة ما لم يكن منه
نصيب لهذه الجامعة؛ ولكنها لم تقدر بحال من الأحوال أن تحوز في داخل شبه القارة
الهنديّة أو خارجها من الثقة الدينية، والاعتبار العلميّ، والوجاهة الإسلاميّة،
والشعبية المطبقة، والمحبوبيّة الشاملة، ما حظيت به هذه الجامعة: دارالعلوم/ديوبند
منذ يومها الأوّل؛ لأنّها – أولاً – كانت قد أُسِّسَتِ على التقوى والإخلاص، و –ثانياً – لم يَشُبْ
أعمالَها في مسيرتها الطويلة كلِّها بفضل الله وحده شائبةٌ من الرياء والعمل لغير
الله تعالى، و –
ثالثاً – لم تنطلق في أي من أعمالها من الدعاوي العريضة والأقاويل
الفارغة والتنافس النفساني المغرض مع غيرها، و –
رابعاً – لم تصدر في أي من تحركاتها عن نية الانتصار على غيرها
وفرضِ هيمنتها عليها، وإثباتِ أفضليّتها على مثيلاتها، وكسبِ الثناء من أفواه
الناس.
فتكَفَّلَ
الله عزّ وجلّ الحديثَ عنها والإعلانَ بها وتشهيرَها بين الخلق، وأحبّها وألهم
حبَّها قلوبَ الناس؛ فشرّقت شهرتُها وغرّبت، ونزلت هي من قلوب الناس منزلةً لم
تنزلها دارُعلمٍ من قبلُ ولا من بعدُ. وكان ذلك حسبَ ما جاء في الحديث الذي ورد في
«صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «إنّ اللهَ إذا أحبّ عبداً، دعا
جبريلَ، فقال: إني أُحِبّ فلاناً، فأَحِبَّه. قال: فيحبه جبريلُ، ثم ينادي في
السماء، فيقول: إنّ اللهَ يُحِبّ فلاناً فأَحِبُّوه، فيحبه أهلُ السماء. قال: ثم
يوضع له القبولُ في الأرض. وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ، فيقول: إني أُبْغِض فلاناً
فأَبْغِضْه. قال: فيُبْغِضه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يُبْغِض
فلاناً، فأَبْغِضُوه. قال: فيُبْغِضُونه، ثم توضع له البغضاءُ في الأرض» (صحيح
مسلم، رقم الحديث: 2637؛ جامع الترمذي رقم الحديث: 3161؛ مسند أحمد، رقم الحديث:
7625).
وما يصنع الله في شأن الأفراد، يصنع في شأن
الجماعات. والدارسُ لحالة الجامعة يصل في سهولة وببداهة فائقة إلى أن الله – كما يظهر والغيبُ عند الله تعالى –
أحبَّها فأحبَّها جبريلُ فأحبَّها أهلُ السماء فوُضِعَت لها المحبةُ في الأرض
فأحبَّها الخلقُ، وما ذلك إلاّ لأنها عَمِلت في صمت وإخلاص، وما نطقت بما عملته
لدى الخلق؛ لأن ما عَمِلَته في صمت، عَلِمَه الله الذي يعلم السِرَّ وأخفى. وكانت
في ذلك صادرةً عما وَرَدَ في الحديث في شأن موقف الصحابة رضي الله عنهم؛ حيث كانوا
يُـخْفُون ما يعملونه لله عز وجلّ، ويكرهون أن يتحدثوا عنه لدى الخلق. يتضح ذلك
جليًّا بما وَرَدَ في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيما يتعلق
بغزوة ذات الرقاع. قال: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن في ستة نفر، بيننا بعيرٌ نعتقبه، فنَقِبَتْ
أقدامُنا، ونَقِبَت قدماي، وسقطت أظفاري؛ فكنا نَلُفُّ على أرجلنا الخِرَقَ؛
فسُمِّيَتْ «غزوةُ ذات الرقاع» لما كنا نَعْصِب من الخِرَقِ على أرجلنا. وحَدَّث
أبوموسى بهذا الحديث ثم كَرِهَ ذلك. قال: مَا كنتُ أصنع بأن أذكره. كأنه كَرِهَ أن
يكون شيء من عمله أفشاه» (صحيح البخاري، رقم الحديث: 4128).
إن
غيرها لاتزال تُبَالِغ وتُـمْعِن في الدعاية بنفسها والإعلان عنها؛ لكي تكسب من
السمعة الطيبة المطبقة والشعبية المدهشة ما تحظى به هي، ولا تُوَفَّق لأن تسير
سِيْرَتَها، وتحذو حذوَها في إخلاص العمل لله، مؤمنةً بأن الله سيتكفل الحديثَ
عنها، إذا أخلصت عملَها له، وشغلت نفسَها بالعمل وحده عن الالتفات إلى الإعلان
والتشهير والدعاية.
إنّ
الإخلاص الساري في أساس الجامعة وفي جنباتها كلها وفي محيطه كله يلمسه ولمسه كلُّ
زائر لها قديماً وحديثاً، كما لمسه أئمة الحرم المكي الذين زاروها، وعلى رأسهم
فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل حفظه الله إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس
شؤون الحرمين سابقاً، الذي زارها منذ سنوات، فقال: زرتُ العالم كله فوجدت
دارالعلوم/ ديوبند في كل مكان، وقد وجدت سرَّ شعبيتها عندما زرتُها وهو إخلاص
مؤسسيها والقائمين عليها من بعدهم. وزارها في العام الماضي يوم الجمعة: 19/ربيع
الثاني 1431هـ الموافق 25/مارس 2011م إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ
عبدالرحمن السديس/حفظه الله، فأعاد الانطباعَ نفسَه بتعبير آخر، وزارها من قبله
بشهر يوم الجمعة: 7/ربيع الأول 1432هـ الموافق 11/فبراير 2011م الأديب والداعية
والكاتب الساحر والخطيب المصقع الإسلامي السعودي الكبير الشيخ الدكتور عائض بن عبد
الله بن عائض القرني/ حفظه الله صاحب كتاب «لاتحزن» فقال في خطابه التاريخي الأدبي
الفكري المدوي المثير الطويل:
«إنَّ إقبال الشاعر الإسلامي الكبير قال في
أحد أبياته: إن الأذان لايزال
يُرْفَع؛ ولكنه فَقَدَ روحَه البلاليَّةَ؛ ولكنّي أعتقد أنه لو كان اليوم حيًّا
وزار الجامعةَ، لقال: إنّ هذه الروح لاتزال باقيةً، ولم تُفْقَدْ تماماً.
«زرتُ أكثر من ثلاثين دولةً في العالم؛ ولكني
ما سُرِرْتُ ما أُسَرُّ اليوم بزيارة هذه الجامعة. حقًّا إنّها تجمع بين العلم
والعمل». وزارها هذا العام منذ أيام أي يوم الأحد 10/ربيع الثاني 1433هـ الموافق
4/مارس2012م إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم/ حفظه
الله فأعرب عن الانطباع نفسه بكلمات أخرى قال فيها: لقد سمعت عن هذه الجامعة
العريقة كثيراً، ولم أحضر مجلساً تطرّق فيه الحديث إلى نشاطات العلم والثقافة
والدعوة في شبه القارة الهندية إلاّ وأتى الحديث فيه عن الجامعة، ولاتصحّ كتابة
التاريخ الإسلامي والتعليم الإسلامي والدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية إذا
أغفلت الحديث الوافي عن الجامعة.
وعن
الانطباع نفسه أعرب قديماً علاّمة العالم الإسلامي في عصره الشيخ محمد رشيد رضا
المصري رحمه الله (1282هـ/1865م = 1354هـ/ 1935م) صاحب مجلة «المنار» الشهيرة،
فقال: «ماقرّت عيني بشيء في الهند بمثل ما قرّت برؤية مدرسة ديوبند». وعن الانطباع
نفسه أعرب الأستاذ محمد بن إبراهيم سرسيق ممثل صحيفة «المدينة» اليومية السعودية؛
حيث كتب بعددها الصادر يوم السبت 19/جمادى الأولى 1400هـ تقريراً مفصلاً عن
الاحتفال المئوي الذي عقدته الجامعة عام 1400هـ/ 1980م. فقال فيه: «إن ما رأيتُه
من احتفاء الناس بهذه الجامعة، قد أثلج صدري حقًّا؛ فمن الصعب أن يوجد هذا التعاطف
بين الناس ومؤسساتهم العلمية، بهذه الدرجة من الحب والتلاحم والذوبان الروحي
والتعلق القلبي. والتعاطفُ هو الذي ساعدني أن أرى مشهداً ما شهدتُه قط إلاّ في
الحج الأكبر في عرفات الله».
إنّ
«دارالعلوم/ديوبند» بصورتها الحية لدليلٌ ساطع باهر على أن الإخلاص هو الذي يعلو؛
فلا يُعْلَى عليه، وأن الرياء والاِدِّعائيّة، والتقوّل الفارع، والتصوّت الأجوف،
والدعاية المغرضة التي لاتحمل رصيدًا من واقع العمل البناء أو تحمل رصيداً زهيدًا
لايسمن ولا يغني من جوع، أن ذلك يسفل ويسقط في الحضيض ولا يرتقى إلى مستوى رضا
الله عزّ وجلّ. لأنّه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل. وصدق
الله عز وجل إذ قال: «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الْأَرْضِ» (الرعد/17).
أبو أسامة نور
(تحريرًا في الساعة 9 من صباح يوم الأربعاء: 13/ربيع الثاني 1433هـ الموافق
7/مارس 2012م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الأولى – جمادى الثانية 1433 هـ
= أبريل - مايو 2012م ، العدد : 5 - 6 ، السنة : 36